أصدرت اليوم الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة بيانا رسميا أكدت فيه أن عدد الزائرين المسجلين وفقا لمنظومة العد الإلكتروني خلال المدة من ٧ صفر، وحتى ٢٠ من نفس الشهر (يوافق ١٤ : ٢٧ سبتمبر / أيلول الجاري)، بلغ أكثر من ١٦ مليون زائر.
بيان العتبة العباسية المقدسة عن عدد زوار أربعينية الإمام الحسين، صورة من الموقع الرسمي للعتبة العباسية المقدسة. |
البيان حدد رقم الزوار هذا العام (16.327,542) ستة عشر مليوناً وثلاثمائة وسبعة وعشرين ألفاً وخمسمائة واثنين وأربعين زائراً، دخلوا العتبة العباسية المقدسة، من خمسة مداخل رئيسيّة هي: (بغداد - كربلاء)، (نجف - كربلاء)، (بابل - كربلاء)، (حسينيّة – كربلاء) والمدخل الاخير له مسارين.
بذلك الرقم زاد زوار العتبة العباسية المقدسة هذا العام بنحو مليونين زائر مقارنة بالعام السابق الذي بلغ عدد الزوار خلاله (14,553,308) أربعة عشر مليوناً وخمسُمائةٍ وثلاثةٌ وخمسون ألفاً وثلاثُمائةٍ وثمانية.
أربعينية الإمام الحسين:
يحيي الشيعة كل عام أربعينية الإمام الحسين، وهو الإمام الحسين بن علي بن ابي طالب، حفيد النبي محمد صلى ﷲ عليه وسلم، وقد استشهد -رضي ﷲ عنه- في قتاله ضد الخليفة الأموي يزيد بن معاوية.
والإمام الحسين هو أحد أعظم الشخصيات في التاريخ الإسلامي، وله مكانة كبيرة لدي كل من السنة والشيعة علي السواء، وإن كانت المشاركة في الاحتفالات بذكراه تقتصر علي الشيعة فحسب.
أربعينية الإمام الحسين هي مناسبة يعبر فيها الشيعة عن مشاعر حزنهم لمقتل الإمام الحسين عليه السلام في معركة كربلاء عام ٦١ ه / ٦٨٠م، في مشهد يتكرر كل عام جيلا بعد جيل منذ أكثر من ١٣ قرن من الزمان.
وكان الإمام الحسين بن علي -رضي ﷲ عنه-، قد لقي ربه شهيدا بعدما خذله معظم أهل الكوفة الذين كانوا قد كاتبوه وهو في مدينة جده المصطفى صلى ﷲ عليه وسلم، ليخرج ويقودهم ضد حكم يزيد بن معاوية، وهو الموقف الذي جعل الكثير من المؤرخين وعلماء الإسلام يحملونهم تبعية المأساة التي حدثت.
لذا، ينظر الكثيرون لسير نسبة لا بأس بها من زائري أربعينية الإمام الحسين علي أقدامهم لمسافات طويلة تصل لمئات الكيلومترات هم وعائلاتهم في صورة قوافل، تسمي بقوافل العشق الحسيني، كتعبير نفسي ورمزي عن نصرتهم للإمام الحسين.
وتعتبر زيارة أربعينية الإمام الحسين من الأعمال والطاعات في المذهب الشيعي، وهو ما تؤكد عليه الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة في كل بياناتها.
المواكب:
عائلة شيعية تسير علي الأقدام في طريقها نحو المشاركة في أربعينية الإمام الحسين، Mostafameraji، (CC BY-SA 4.0)، Wikimedia Commons |
وتعد (المواكب) واحدة من أبرز مظاهر زيارة العتبة العباسية المقدسة، وهي عبارة عن مجموعات تنتشر علي طول الطرق المؤدية للعتبة وبداخلها، وتقوم بخدمتهم وتوفير الطعام والشراب والخدمات العلاجية بصورة مجانية لهم.
ليست المواكب فحسب هي العمل التطوعي الوحيد في أربعينية الإمام الحسين، فهناك من يسمون (ملبي فتوى الدفاع الكفائي)، ويتكفل هؤلاء بمهام حفظ الأمن، بجانب القوات الرسمية من الشرطة والجيش العراقي، بخلاف قوات الحشد الشعبي ذات الأغلبية الشيعية والتي تشكلت مع الانهيار السريع للجيش والشرطة العراقيين في صيف العام ٢٠١٤.
من جانبه، قدم رئيس الوزراء العراقي مصطفي الكاظمي اليوم الشكر للقوات الأمنية العراقية، بمناسبة نجاح خطة تأمين وحماية الزيارة الأربعينية، وكانت هذه الزيارة هدفا رئيسيا لتفجيرات استهدفتها لأعوام متتالية، في بلد يعاني منذ سنوات من أزمة طائفية معقدة.
ففي زيارة إحياء أربعينية الإمام الحسين عام ٢٠١٢، تسبب انفجار في كربلاء لسقوط خمسة واربعين قتيلا، ومائة وخمسة وأربعين جريحا، وفي انفجار آخر شهدته زيارة نفس العام سقط أكثر من خمسين قتيلا وعشرات المصابين.
الكاظمي قال في تغريدة عبر تويتر: "أشكر قواتنا الأمنية بكل صنوفها لنجاح خطة حماية الزيارة الأربعينية، وأشكر القائمين على المؤسسات الحكومية وغير الحكومية التي قدمت الخدمات للزائرين.
لقد أوفيتم بعهدكم إلى إمام الإصلاح والتضحية عبر مسيرتكم المليونية، فأكملوا المسيرة نحو التغيير عبر الانتخابات".
أربعينية الحسين في زمن الكورونا:
هذا الرقم المهول من البشر والذين يتجمعون في مكان واحد في عصر تفشي جائحة فيروس كورونا يجعل من المنطقي السؤال حول مدى خطورة هذا التجمع لهذا العام، ومدى الإلتزام بالاجراءات الاحترازية.
بحسب الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة ، فإن هذه الأعداد تجعل العراق يستقبل أكبر تجمع مليوني في العالم، ولا توجد إحصائيات عن أعداد من تلقوا اللقاح، كما سيكون من المستحيل تعقب هذه الملايين الستة عشر بعد انتهاء الزيارة، خصوصا أنهم قادمين من عدة دول خليجية "وخصوصا البحرين والسعودية"، ودول عربية أخرى، وبعض دول العالم، وليسوا من المواطنين العراقيين فقط.
الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة كانت قد قالت في وقت سابق أنها تفرض إجراءات وقائية للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19"، كما عقدت ورشة حضرها ممثلين لمنظمة الصحة العالمية، ووزارة الصحة العراقية.
بحسب الأمانة فإن زيارة هذا العام شهدت توعية الزوار بالسبل والإجراءات الاحترازية، كما كانت قد دعت الزائرين لتلقي اللقاح قبل القدوم لاداء الزيارة، علاوة علي نشر مواد الوقاية والتعقيم في مواقع الزيارة الاربعينية.