كان ميعادا باكرا في معظم الدول العربية ذلك الصباح، الذي استقبل فيه الناس بعد استيقاظهم من النوم، وهم في طريقهم إلي أعمالهم ذلك الخبر السعيد. سباح تونسي اسمه أحمد الحفناوي، يحقق للعرب ميداليتهم الذهبية الأولى في أولمبياد طوكيو ٢٠٢٠، المقام استثنائيا هذا العام ٢٠٢١، بسبب تأجيله العام الماضي علي وقع انتشار فيروس كورونا المستجد "كوفيد-١٩".
السباح التونسي أحمد الحفناوي اثناء تكريمه بالميدالية الذهبية |
السباح التونسي أحمد الحفناوي جاء من بعيد في سباق ال٤٠٠ متر سباحة حرة، حيث يكثر السباحون المهرة والمعروفين، حتى أنه خاض المنافسة من الحارة الثامنة، آخر حارة، والتي ينطلق منها أقل السباحين حظوظا.
لكن صحيفة الغارديان البريطانية، وضعت موضوعا كاملا شككت فيه في الفوز التونسي، بدأته بلهجة استنكارية واضحة في عناوين الموضوع الفرعية، فقالت:
- يصر المراهق أنه "عمل بجد" من أجل تحسين أداءه.
- أدرك بسرعة المنافسان الأسترالي والأمريكي في آخر ٥٠ متر من السباق بشكل مثير.
شون إنجل، وهو كبير المراسلين الرياضيين في صحيفة الغارديان، تابع مقاله الذي كتبه من طوكيو حيث يغطي دورة الألعاب الأولمبية من هناك، فقال أن الشاب التونسي أحمد الحفناوي تسبب في واحدة من أكبر الضجات في أولمبياد طوكيو حتى الآن بميدالية ذهبية مذهلة في سباق ٤٠٠ متر سباحة حرة.
فالسباح البالغ من العمر ١٨ عاما، عاد ليحقق الفوز في آخر ٥٠ متر فقط من السباق، قاطعا المسافة في ٣ دقائق و ٤٣،٣٦ ثانية، متفوقا علي السباح الأسترالي جاك ماكلوغلين، الذي حصد الميدالية الفضية، والسباح الأمريكي كيران سميث، الذي نال الميدالية البرونزية.
وتابع شون إنجل مقاله بالقول، هو أن ما جعل أداء السباح التونسي أكثر إثارة للأعجاب، هو أن رقمه مطلع هذا العام ٢٠٢١، كان ابطأ بست ثواني عن ما حققه في سباق الأولمبياد، إذ توقف عند ٣ دقائق ٤٩ ثانية و ٩٠ جزءا من الثانية.
وبينما حسن ذلك الرقم إلي ٣ دقائق و ٤٦ ثانية و ١٦ جزء من الثانية، في الفترة التي سبقت أولمبياد طوكيو، فإنه ظل بهذا الرقم يحتفظ بالمرتبة ١٦ في تصنيف هذه المسابقة.
الحفناوي نفسه.. عندما سئل عما اذا كان قد تفاجأ بالفوز، فأومأ برأسه قائلا "بالطبع. إنه أمر لا يصدق، لم أصدق ذلك حتى لمست الحائط، رفعت وجهي من الماء، فوجدت نفسي أول الواصلين.. أذكر أنني رأيت السباح الأسترالي في الحارة السادسة ونحن في آخر ٢٠٠ متر من السباق، لقد كانت معركة عظيمة في نهايتها، وأنا أشعر بشعور عظيم، أشعر بالفخر".
موضع تساؤل:
وواصل كبير مراسلي الغارديان الرياضيين بوصفه التحسن الذي ظهر علي اداء الحفناوي بالدرامي والذي كان" موضع تساؤل" من قبل الصحفيين، الذين تساءلوا عن كيفية هذا التحسن الكبير في أداء سباح احتل المركز الثامن في أولمبياد الشباب عام ٢٠١٨.
لكن الحفناوي اجابهم بأنه "لقد فوجئت أصلا بالتأهل لنهائيات الأولمبياد، والآن أنا مندهش لتحقيقي الميدالية الذهبية، لقد عملت بجد مع مدربي، وهذا كل شيء".
كما أثنى الحفناوي أيضا على مواطنه التونسي أسامة الملولي، إنه سباح تونسي عاد من إيقاف بسبب المنشطات "بالتحديد بسبب أديرال، وهو عقار منشط، ويرفع من مستويات الإدراك والتركيز"، وبعد عودته من الايقاف فاز بذهبية ١٥٠٠ متر سباحة حرة في أولمبياد بكين ٢٠٠٨.
ثم حقق الملولي ذهبية أخرى في أولمبياد لندن ٢٠١٢، وبالتحديد في منافسات ماراثون السباحة الممتد لعشرة كيلو متر، ولقد عاد للعب في منافسات أولمبياد طوكيو هذا العام، آملا أن يضيف لمسيرته ذهبية ثالثة في مسيرته، هذه المرة في السباحة المفتوحة.
"لدي علاقة رائعة معه" هكذا قال أحمد الحفناوي متحدثا عن الملولي، مضيفا: "لقد تمني لي التوفيق قبل السباق، وأنا اتمني له التوفيق في منافسات السباحة في المياه المفتوحة لمسافة ١٠كم، إنه أسطورة، وأتمني أن أصبح مثله ذات يوم".
تشكيك واضح:
السيد شون انجل، انتقل للتشكيك بشكل واضح في ذهبية أحمد الحفناوي، بحديثه عن بعض الأراء التي قال أنها تتحدث عن مخاوفها بشأن ما إذا كانت النتائج في هذه الألعاب الأولمبية يمكن الوثوق بها، نظرًا لقلة الاختبارات المتعلقة بالمنشطات، أثناء تنظيم المنافسات خلال وباء فيروس كورونا المستجد "كوفيد-١٩".
لكن السباح الأسترالي جاك ماكلوغلين، عندما تم تعرض لهذا السؤال بشكل صريح، قلل من أهمية ذلك الأمر.
الحفناوي في سعادة بالغة عقب خروجه من المسبح |
فقال الحائز علي الفضية، والذي احرز المركز الثاني خلف الحفناوي، أنه قد تم إجراء اختبارات صارمة للغاية علي المنشطات اثناء تواجدهم في أستراليا، تماما كما كان يحدث في الأوقات المعتادة قبل الفيروس.
مضيفا، أنه يعتقد ان نفس الأمر تم القيام به في مختلف الدول حول العالم، ومنذ أن جئنا هنا، أجرينا العديد من الاختبارات، وقام اليابانيون بعمل جيد حقًا في اختبار المنشطات للجميع، لذلك لا أعتقد أن هناك أي شيء لأقوله حول هذا الموضوع.
وهكذا اقام مراسل صحيفة الغارديان تقريره بالكامل علي لا شيء، مجرد ظنون خالية من أي دليل، ظنون خائبة لدرجة انها تكاد تنطبق علي جميع من حصدوا الميداليات في كل الدورات الأولمبية دون ان يتوقع أحد مسبقا، وهم كثيرون للغاية، وللمفارقة كان منهم العديد من اللاعبين الانجليز.
في مكان آخر:
ينقلنا تقرير الغارديان إلي مكان آخر في اليوم الثاني من المنافسات في المسبح، إذ كانت هناك فرحة لليابان، حيث فازت السباحة المحلية "يوي أوهاشي" بالميدالية الذهبية في سباق ٤٠٠ متر فردي متنوع للسيدات.
بينما، انخرطت البريطانية "إيمي ويلموت" في البكاء بعدما وضعت كل شيء على المحك، وحل في المركز السابع وهو المركز ما قبل الأخير.
أما السباح الأمريكي تشيس كاليس حصل على مرتبة الشرف الاولى والمرتبة الذهبية، في نظير المسابقة لكن في منافسات الرجال، أما السباح البريطاني "ماكس ليتشفيلد" فلقد كافح ليحصد المركز الرابع، وهو نفس المركز الذي حصده في أولمبياد ٢٠١٦ في ريو دي جانيرو، قائلا: "قريب كما هو بعيد. لقد فعلت كل ما بوسعي خلال السنوات الخمس الماضية، ولكن ليس بما يكفي".
كما لم يصنع فريق التتابع البريطاني للسيدات ٤ × ١٠٠ متر شيئا ليفرح به البريطانيين، فرغم أنهن سجلوا رقما قياسيا علي المستوى الوطني الانجليزي، فلقد احتلوا المركز الخامس خلف أستراليا صاحبة المركز الرابع، والتي اكتفت بهذا المركز رغم تحقيق فريقها رقما قياسيا عالميا قدره ٣ دقائق ٢٩ ثانية و ٦٩ جزء من الثانية، وجاءت الولايات المتحدة الأمريكية في المركز الثالث، بينما ذهب المركز الثاني لكندا.