الأحدث

إسرائيل تكشف عن صاروخها البحري المتطور كاسر البحر Sea Breaker بعيد المدى

 كشفت شركة "أنظمة رفائيل الدفاعية المتقدمة" الحكومية في إسرائيل، والمتخصصة في أبحاث تطوير وإنتاج الأسلحة داخل الدولة العبرية، عن صاروخها البحري الجديد "كاسر البحر" أو Sea Breaker باللغة الانجليزية.


صاروخ كاسر البحر، صورة نشرتها الشركة المصنعة. 

الجيل الخامس:


وفقا لما أعلنت عنه الشركة أن الصاروخ بعيد المدى، ينتمي لصواريخ الجيل الخامس، أحدث أجيال الصواريخ وأكثرها تطورا علي الاطلاق.


وبخلاف قدرته علي العمل من البحر، أعلنت الشركة كذلك عن قدرته علي العمل من منصات برية.


وقالت شركة رفائيل أن الصاروخ جاء خصيصا لسد ما وصفته "فجوة تشغيلية" في السيادة والهيمنة البحرية، وتحقيق في ذات الوقت القدرة علي تنفيذ ضربات ضد أهداف أرضية علي مسافات بعيدة، ليصبحا معا في منظومة صاروخية واحدة. 


قدرات متقدمة:


شركة رفائيل قالت أن كاسر البحر Sea Breaker يملك قدرات متقدمة لمواجهة التحديات المعقدة، بداية من طول المدى، وكونه أيضا صاروخ دقيق التوجيه، كما يمكن لمشغله أن يتدخل في أي مرحلة خلال انطلاق الصاروخ نحو هدفه.


وعلي متنه وضعت شركة رفائيل عددا مما وصفته بالابتكارات التكنولوجية، بداية من نظام الرصد والاستشعار "الكهرو-بصري".


وأنظمة الاستشعار الكهرو-بصرية هي أنظمة رصد سلبية، بمعني أنها لا تعتمد علي الرادار في الرصد والتوجيه وكذلك لا يصدر عنها طاقة يمكن كشفها بوسائل الكشف المتعددة، وبالتالي فهي صعبة الكشف، بينما تتجول هي بحثا عن أهدافها.


فالفكرة الاساسية لهذه الانظمة أنها لاينبعث منها شيء، بل هي التي تجمع الضوء أو التغييرات فيه، وتحوله إلي إشارات إلكترونية تفسر هذا الضوء.


هذه تكنولوجيا عالمية وموجودة في كل الأسلحة المتطورة تقريبا برا وبحرا وجوا وليست حكرا علي إسرائيل، توفر لمن يشغلها وعي بما يحيط به من جميع الاتجاهات حرفيا وبمدى يمتد لعشرات الكيلومترات ولما يزيد عن ١٠٠كم أحيانا، فهي تعمل بشكل كروي، وتأتي بموقع العدائيات بدقة في جميع ظروف الطقس، ليلا ونهارا.


كان السوريين قد اعلنوا في عام ٢٠١٧ عن إنتاجهم منظومة سموها "سراب-١"، في مؤسسة صناعة البحوث السورية، وقالوا عنه انه يتمتع بنظام حماية يعمل بالتقنية "الكهرو بصرية". 


رؤية الحاسوب:


تقول شركة رفائيل أيضا أن الصاروخ الذي طورته مزود بتقنية "رؤية الحاسوب" أو Computer vision، انها تقنية بنيت علي مجال علمي تعددت التخصصات التي تشارك فيه.


ولكي نبتعد عن التعقيدات، فباختصار، إن هذه المنظومة علي الصاروخ Sea Breaker تعمل عن طريق قيام كمبيوتر بعملية تحليل ومعالجة وفهم للصور ومقاطع الفيديو التي تنقل إليه من كاميرات الصاروخ وبقية أنظمة الرصد عليه، ثم يتخذ الحاسوب القرار المناسب بشكل فوري، ان هذه التقنية تسعي في النهاية للوصول للهدف الأعلى قيمة بشكل دقيق تماما.


ولنضرب مثالا يسهل تخيل الامر تماما، هل رأيتم من قبل السيارات ذاتية القيادة؟.. تلك مثل التي تنتجها شركة تيسلا الامريكية، إنها تعتمد علي الحاسوب في قيادتها، وهكذا بالضبط يفعل الصاروخ الإسرائيلي، يجمع كل البيانات ويقدمها للحاسوب لكي يقوم هو بعملية القيادة والتوجيه.


لهذه التقنية استخدامات متعددة في مجالات كالطب والصناعة، وتكنولوجيا الروبوتات. 


مميزات أخرى:


يحمل صاروخ كاسر البحر Sea Breaker كذلك عدة مميزات أخرى، من بينها عمله بأنظمة الذكاء الاصطناعي التي تساعد علي اتخاذ القرارات السليمة في رحلته نحو الهدف.



صاروخ كاسر البحر، صورة نشرتها الشركة المصنعة.


تقول أنظمة رفائيل الدفاعية المتقدمة أن كل هذه الانظمة المبتكرة تهدف لجعل الصاروخ مؤهلا لمواجهة التحديات المعقدة للحرب الحديثة، ليكون قادرا بالفعل علي تنفيذ هجمات دقيقة من مسافات تصل إلي ٣٠٠كم ضد أهداف برية وبحرية عالية القيمة.


تدعي الشركة أن الصاروخ قادر بهذه الامكانيات علي تخطي إجراءات الحرب الإلكترونية الحديثة، وحتى قادر علي المرور وسط الإجراءات المضادة التي تستهدف منع أنظمة التوجيه التي تعتمد علي الملاحة بالاقمار الصناعية والتشويش عليها.


وكذلك اختراق مناطق "A2 / AD" أو مناطق منع الوصول باللغة العربية.


ومناطق منع الوصول هو مصطلح حديث في الحروب، يشير لمناطق معينة تحددها دولة أو جيش ما انها ذات أهمية عالية بالنسبة لها (سواء كانت مجال جوي او منطقة برية أو بحرية)، فتحيطها بدفاعات هائلة تجعلها عصية علي وصول العدو إليها من الأساس، وإن كان هناك انتقادات عديدة موجهة إليها باعتبارها عبارة مختزلة، وأن أي دفاعات مهما حصنت يمكن اختراقها. 


حلول مرنة:


تقول رفائيل كذلك أن الصاروخ Sea Breaker أو كاسر البحر. يتميز بباحث IIR متقدم (باحث تصوير بالأشعة تحت الحمراء)، يستطيع بشكل مثالي إصابة أهدافه الثابتة أو المتحركة في جميع الظروف الجوية.


وبسبب أنظمة التوجيه والرصد المختلفة وعالية الدقة تلك، فإن كاسر البحر يستطيع أن يشتبك ويصيب السفن سواء كانت تبحر في المياه الساحلية، أو في المياه الزرقاء (اي في عمق البحر أو المحيط) وكذلك السفن التي تبحر في الأرخبيلات البحرية (الأرخبيل هو مجموعة متقابلة ومتجاورة من الجزر، وهناك دول تتكون من ارخبيل منها علي سبيل المثال مملكة البحرين، واليابان وإندونيسيا).


ولمزيد من المرونة، يمكن اطلاق كاسر البحر Sea Breaker من مختلف المنصات البحرية، إذ يمكن اطلاقه من لنشات الهجوم السريعة، والفرقاطات والمدمرات.


وكذلك، فإن هناك نسخة برية من الصاروخ، صممت أصلا للدفاع عن الشاطيء، ويتم تحميل هذه النسخة علي القاذفات والشاحنات الخاصة بمنظومة "سبايدر"، وهي منظومة دفاع جوي تصنعها رفائيل أيضا، وهي نفس المنظومة التي تحدثت العديد من التقارير عن تصدير تل أبيب لها لإثيوبيا حيث تضعها أديس أبابا في مهام حماية سد النهضة الذي تبنيه علي مجري النيل الأزرق، وقد تعرضت هذه المنظومة للاختراق الناجح في الهند علي يد سلاح الجو الباكستاني بعدما نجح في تحييدها.


نحو تحقيق المهام:


وبمزيد من الدعايا لمنتجها، تقول رفائيل أن صاروخ كاسر البحر Sea Breaker ، يمكن أن يتم برمجته قبل الإطلاق ليطير فوق سطح مياه البحر تماما، مما يجعل من مهمة رصده من وسائل الدفاع عن السفن مسألة صعبة.


كما يمكن ضبط نظام الصاروخ للعمل بشكل آلي بالكامل، بحيث يقوم بالتخطيط للمهمة، التعرف التلقائي علي هدفه، الطيران نحوه واصابته بدون اي تدخل بشري.


ستعمل منظومة كاسر البحر Sea Breaker بنظام التعلم العميق، إنها فرع من فروع التعلم الآلي للذكاء الاصطناعي، والتي تمكن الكمبيوتر من تعلم طريقة التفكير البشرية، عن طريق اكتساب الخبرات وتطوير المهارة بمرور الوقت، فكلما مر الوقت تزيد كمية البيانات المهولة التي تقدم لنظام التعلم العميق، ويقوم بمعالجتها وفهمها، ليصبح في المستقبل قادرا علي التصرف بشكل افضل.


كما أن الصاروخ سيزود باتصالات تمكن مشغله البشري من تعديل مسار الطيران إن اراد، أو حتى اختيار هدف قد يكون أكثر قيمة، أو حتى أسهل في الوصول إليه.


تقول الشركة أن كاسر البحر Sea Breaker بفضل إمكانياته الكبيرة علي اختراق بدن هدفه. ورأسه الحربي المتشظي شديد الانفجار بزنة ١٠٧كجم، جنبا إلي جنب مع دقته العالية في إصابة هدفه حيث أراد، بفضل كل هذا يمكنه من تحييد سفينة بحجم فرقاطة بضربة صاروخ واحد، وكذلك تدمير أهداف برية عالية القيمة. 


مواصفات عامة:


يأتي صاروخ كاسر البحر Sea Breaker، بقطر ٣٥٠مم، بينما يقل طوله عن أربعة أمتار، أما وزن الصاروخ فيقل عن ٤٠٠ كجم.



صاروخ كاسر البحر، صورة نشرتها الشركة المصنعة.


ينطلق الصاروخ مع معزز يستخدمه للوصول لسرعته في أقل مدة زمنية ممكنة، بينما يواصل رحلته باستخدام محرك يقدم له سرعة عالية في الطيران لكنه أقل من سرعة الصوت، كما يتميز بهيكل ديناميكي مع مدخل هواء خلفي متكامل أسفل الصاروخ.


ياتي كاسر البحر Sea Breaker مع ذيل صليبي الشكل، أما مجموعة الجناح فتقع بمنتصف جسم الصاروخ مع بعض الارتداد للخلف.


وعلى الرغم من أن الشركة الإسرائيلية لم تكشف عن مقاس الجناحين، إلا أن مؤسسة IHS Janes "جينيس" البريطانية الشهيرة، قالت أنها متيقنة أن هندسة جناحي الصاروخ مماثلة لنظام سلاح الانزلاق الجوي التكتيكي Spice 1000 الخاص بشركة رفائيل أيضا.

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-